بدء الامر بطفلٍ صغير يراه زملاء الصف انه غبي ودائما ما ينادونه بالغبي ولا يملك من أمره شيء، فهو يحتاج للمساعدة في القراءة ودروسه اليومية
تسعي والدته ليل نهار لأجل توفير لقمة العيش لابنائها من خلال الخدمة بالبيوت وذات يوم تم استدعائها الي المدرسة لان ابنها ضرب زميلا له مُتسبباً في احداث ضررٍ بالغ له
لم تكن هذه هي مشكلة الام عندما ذهبت بل الكارثة كانت في درجاته، كلها توحي بأن مصيره الي الاعمال اليدوية البسيطة ولن يحصل علي مكانةٍ أفضل اذا إستمر بنفس المستوي
عندما كانت الام تطلب منه مذاكرة دروسه كان يطلب مساعدتها فيما لا يفهمه ولكنها كانت تعتذر بعدم وجود نظارةٍ طبية لديها ولكنها لم تجرؤ علي قول الحقيقة، انها لا تجيد القراءة.
ظلت الام مكتئبة ولا تدري كيف بإمكانها مساعدة أبنائها في الحصول علي مُستقبلٍ أفضل مما هي فيه ولا تملك من مساعدتهم شيء
ذهبت الام الي مستشفي الامراض النفسية والعصبية وطلبت المساعدة ورغم ما ظهر عليها من علامات الفقر المُدقع ولكنهم لم يتخلوا عنها بل اهتموا بالامر شأنها شأن غيرها دون تفرقة وبدء الطبيب الانصات اليها لتبدء في سرد مخاوفها من عدم قدرتها علي مساعدة أبنائها وخشيتها عليهم من مُستقبلٍ يشبه مُستقبلها وعندما وصلت الي هذه النقطة اغلق الطبيب دفتره وتولي هو المساعدة .
قام الطبيب بحجز الام في المستشفي لتلقي العلاج بعد أن أخبرت أبنائها بانها ستسافر لفترة قصيرة علي ان تتولي رعايتهم اخت من الكنيسة ولكن لم تكن تلك الاخت للرعاية بل لتدريب الاولاد بشكل جدي.
كانت الامتحانات قد انتهت وظهرت النتيجة ولاول مرة تحدث المعجزة ويحصل الطفل الذي نعته الجميع بالغبي علي تقدير "A" وهو ما يعني الامتياز، ليطير من الفرحة ويذهب جرياً الي المنزل ليخبر الاخت التي تقوم برعايته ولكنها لم تكن موجودة بل والدته قد عادت لتبدء الام في الفرحة بعدما تغيرت درجات ابنها.
بينما حصلت الام علي عملٍ جديد في منزل أحد الاساتذة الجامعيين وجدت لديه مكتبة ضخمة ووجدته دائما مُنصَب علي القراءة بشكلٍٍ دائم وان اغلب ما يفعله هو القراءة وحينها برزت الفكرة الاهم الي رأس الام "القراءة".
فور أن عادت الام الي المنزل اغلقت التلفاز وطلبت منهم قراءة كتابين اسبوعياً وكتابة تقريرٍ عنهم ورغم اعتراضهم الا انهم لم يملكون سوي الطاعة وبدء الامر.
بدءت معرفتهم بالامور تزداد شيئاً فشيئاً وبدءت درجاته بالصف تزداد واستمر في التقدم الي ان حدثت المفاجأة في حصة الجولوجيا عندما سأل المعلم الطلاب عن أحد الصخور اذا كان يعرفها أحد وهو يعلم أنه لن يلقي إجابة ولكن احد طلابه اخفق توقعاته ليجيب عنها بشكلٍ تفصيلي ليبدء زملائه في تغيير نظرتهم له ويبدء اساتذته في معرفة قدراته الحقيقية ويبدؤوا مشاركته بعض اهتماماتهم .
إستمر التفوق الدراسي بشكلٍ رائع حتي حصد المركز الاول علي طلاب المدرسة جميعهم وبينما هو في غمرة فرحته نهضت احدي مُعلماته لتخطب في طلاب المدرسة وتخبرهم "ما الذي حدث لكم ، انه مجرد فتي اسود ، الاتخجلون من انفسكم؟!".
برغم استياء بقية المُعلمين مما حدث الا انهم لم يجرؤوا علي النطق ولكن الام لم تستطع السكوت امام سرقة الفرحة من ابنها لتاخذ قرارها بتغيير المدرسة .
قامت بتغير المدرسة ونقله الي مدرسة لديها اعداد كبيرة من الاطفال الذين ينتمون الي اصول افريقية وبينما تعتقد الام ان قرارها صائب كان الاسوء هو ما يحدث ، فقد بدئت المضايقات له وأصبح لديه أصحاب السوء وتعلم العنف بشتي انواعه وتطور الامر الي ان حدثت كارثة زلزت كيانه واعادته الي رشده .
إستمر في التفوق الدراسي الي أن حصل علي منحة للالتحاق بكلية الطب غير أن الامر مختلف في الجامعة، واكثر عقبة كانت تواجهه هي دراسة الكيمياء وما بها من تعقيدات ولكن كما اعتاد دائماً إستطاع تجاوز الامر وتخرج من كلية الطب قسم جراحة المخ والاعصاب والتحق بالمستشفي الأفضل في العالم في ذلك التخصص "مستشفي جونز هوبكنز"
بدء التدريب بشكلٍ فعال وبدئت الحوداث تأخذ مُنعطفاً اخر فبينما جميع الاطباء الكبار في مؤتمر طبي دخلت الطواريء حالة خطيرة تستدعي التدخل الجراحي خلال دقائق والا فالمريض سيموت ولم تستطع المستشفي الوصول لاي من الاطباء ولم يكن هناك مفر من اجراء العملية وحدثت المفاجأة ، العملية نجحت بشكلٍ رائع
ذاع صيت الطبيب ونجحت جميع عملياته المعقدة حتي اصبح افضل طبيب في جراحة المخ والاعصاب ولذلك تم إسناد مهمة لم يجرؤ احد علي فعلها من قبل وهي فصل توأم ملتصقين ليقضي الطبيب عدة شهور في حل المشاكل التي واجهت من سبقوه ليعيش الطفلين ولا يضطر للتضحية بحياة احدهما، ويصل الي الحل ويقوم باجراء عملية شارك فيها عشرات الاطباء من مختلف التخصصات واستغرقت ما يزيد عن 22 ساعة، وأخيراً نجحت العملية.
ليسجل التاريخ ذلك السبق العلمي في مجال الطب ويُكتب اسمه بحروفٍ من نور في كتب الطب والمراجع العلمية
تم اعتماد عملية فصل التوأمين وتدريسها بكليات الطب وغيرها من العمليات التي لم تُجري من قبل
يشغل ذلك الجراح حاليا رئيس قسم جراحة المخ والاعصاب بمستشفي جون هوبكنز وتلقي ارفع الاوسمة في العلوم داخل الولايات المتحدة الامريكية
قصة الجراح الرائع "بن كارسون" تجدونها في "gifted hands the ben carson story"
Post A Comment:
0 comments: